روايات احلام روايات احلام روايات رومانسيه روايات احلام
إننا نخط إهداء للغرباء فقط ..
وأما الذين نحبهم فمكانهم ليس في الصفحة البيضاء الأولى ،
وإنما في صفحات الكتاب ..
أنا مسكونة بالفوضى ولكنني لا أسكنها بالضرورة ..
إنها طريقتي الوحيدة في وضع شيء من الترتيب بداخلي ..
هناك علاقة عشقية مابين أي رسام ولوحته الأخيرة .
هنالك تواطؤ عاطف صامت ،
لن يكسره سوى دخول لوحة عذراء أخرى إلى دائرة الضوء
فالرسام مثل الكاتب لا يعرف كيف يقاوم النداء الموجع للون الأبيض
واستدراجه إياه للجنون الإبداعي كلما وقف أمام مساحة بيضاء
يابركاناً جرف من حولي كل شيء ..
ألم يكن جنوناً أن أزايد على جنون السواح والعشاق ، وكل من أحبواك قبلي ..
فأنقل بيتي عند سفحك وأضع ذاكرتي عند أقدام براكينك ،
وأجلس بعدها وسط الحرائق . . لآرسمك ..
لم يكن جنوناً .. أن أرفض الاستعانة بنشرات الأرصاد الجوية ،
والكوارث الطبيعية ، وأقنع نفسي أنني أعرف عنك أكثر مما يعرفون
نسيت وقتها أن المنطق ينتهي حيث يبدأ الحب ،
وأن ما أعرفه عنك لا علاقة له بالمنطق و لا بالمعرفة.
يشهد الدمار حولي اليوم ، أنني أحببتك حتى الهلاك ..
واشتهيتك حتى الاحتراق الأخير .وصدقت جاك بريل عندما قال :
" هناك أراضٍ محروقة تمنحك من القمح ما لا يمنحه نيسان في أوج عطائه "
وراهنت على ربيع هذا العمر القاحل ونيسان هذه السنوات العجاف
قبل اليوم ، كنت أعتقد أننا لا يمكن أن نكتب عن حياتنا إلا عندما نشفى منها .
عندما يمكنننا أن نلمس جراحنا القديمة بقلم ، دون أن نتألم مرة أخرى .
عندما نقدر على النظر خلفنا دون حنين ، دون جنون ، ودون حقد أيضاً .
أيمكن هذا حقاً ؟
نحن لا نشفى من ذاكرتنا .
ولهذا نحن نكتب ، ولهذا نحن نرسم ، ولهذا يموت بعضنا أيضاً .
أجمع الأوراق المبعثرة أمامي ، لأترك مكاناً لفنجان القهوة وكأني أفسح مكاناً لك .
بعضها مسودات قديمة ، وأخرى أوراق بيضاء تنتظر منذ أيام بعض الكلمات ..
كي تدب فيها الحياة وتتحول من ورق إلى أيام ..
كلمات فقط أجتاز بها الصمت إلى الكلام ، والذاكرة إلى النسيان . ولكن ..
تركت السكر جانباً وشربت القهوة مرة كما عودني حبك ..
فكرت في غرابة هذا الطعم العذب للقهوة المرة ،
ولحظتها فقط ، شعرت أنني قادر على الكتابة عنك فأشعلت سيجارة عصبية
ورحت أطارد دخان الكلمات التي أحرقتني منذ سنوات ،
دون أن أطفئ حرائقها مرة فوق صفحة .
هل الورق مطفأة للذاكرة ؟
نترك فوقه كل مرة رماد سيجارة الحنين الأخيرة ، وبقايا الخيبة الأخيرة ..
من منا يطفئ أو يشعل الآخر ؟
هاهو ذا القلم إذن . الأكثر بوحاً والأكثر جرحاً .
هاهو ذا الذي لا يتقن المراوغة ولا يعرف كيف توضع الظلال على الأشياء
ولا كيف ترش الألوان على الجرح المعروض للفرجة ..
وها هي الكلمات التي حرمت منها ، عارية كما أردتها ، موجعة كما أردتها ،
فلمرعشة الخوف تشل يدي ، وتمنعني من الكتابة ؟
تراني أعي في هذه اللحظة فقط ، أني استبدلت بفرشاتي سكيناً ,
وأن الكتابة إليك قاتلة .. كحبك .
أكثر من مثل يقول لنا بأكثر من لهجة " يؤخذ الحذر من مأمنه "
ولكن كل تحذيراتها لن تمنعنا من ارتكاب المزيد من الحماقات..
فلا منطق للعشق خارج الحماقات والجنون .. وكلما ازددنا عشقاً كبرت حماقاتنا ..
ألم بقل ( برنارد شو ) ..
" تعرف أنك عاشق عندما تبدأ في التصرف ضد مصلحتك الشخصية "
في حضور الوجدان تتألق معاني أحلام مستغانمي، وفي ذاكرة الجسد تتوج حضورها، حروفاً كلمات عبارات تتقاطر في حفل الغناء الروحي.
موسيقاه الوطن المنبعث برغم الجراحات... مليون شهيد وثورة ومجاهد، وجزائر الثكلى بأبنائها تنبعث زوابع وعواصف الشوق والحنين في قلب خالد الرسام الذي امتشق الريشة بعد أن هوت يده التي حملت السلاح يوماً، والريشة والسلاح سيّان، كلاهما ريشة تعزف على أوتار الوطن. ففي فرنسا وعندما كان يرسم ما تراه عيناه، جسر ميرابو ونهر السين، وجد أن ما يرسمه هو جسراً آخر ووادياً آخر لمدينة أخرى هي قسنطينة، فأدرك لحظتها أنه في كل حال لا يرسم ما نسكنه، وإنما ما يسكننا.
وهل كانت أحلام مستغانمي تكتب ذاكرة الجسد أم أنها تكتب ذاكرة الوطن؟!! الأمر سيّان فما الجسد إلا جزء من الوطن وما الوطن إلا هذا الجسد الساكن فيه إلى الأبد.
تتقاطر الذكرى مفعمة بروح الماضي الذي يأبى إلا الحضور في كل شيء متجسداً السي طاهر التي كما عرفها خالد طفلة رجل قاد خطواته على درب الكفاح؛ عرفها أنثى... كانت من الممكن أن تكون حبيبته، زوجته، ولكنها باتت زوجة في زواج لم يحضره، تلف الذكرى الصفحات، وتتهادى العبارات ممسكة بتلابيب الذكريات دون أن توقظ النفس ملل الحضور. الوطن والحبيبة يجتمعان، والثورة والحب ينصهران في بوتقة واحدة، ومزيجهما عطاء فكري، بعيد عن الخيال، للواقع أقرب، وللإنسان في صدق مشاعره وأحاسيسه أقرب وأقرب.
الدوار هو العشق ، هو الوقوف على حافة السقوط الذي لا يقاوم ، هو التفرج على العالم من نقطة شاهقة للخوف
هو شحنة من الانفعالات والأحاسيس المتناقضة ـ التي تجذبك للأسفل والأعلى في وقت واحد ،لأن السقوط دائماً أسهل من الوقوف على قدمين خائفتين
إننا نخط إهداء للغرباء فقط ..
وأما الذين نحبهم فمكانهم ليس في الصفحة البيضاء الأولى ،
وإنما في صفحات الكتاب ..
أنا مسكونة بالفوضى ولكنني لا أسكنها بالضرورة ..
إنها طريقتي الوحيدة في وضع شيء من الترتيب بداخلي ..
هناك علاقة عشقية مابين أي رسام ولوحته الأخيرة .
هنالك تواطؤ عاطف صامت ،
لن يكسره سوى دخول لوحة عذراء أخرى إلى دائرة الضوء
فالرسام مثل الكاتب لا يعرف كيف يقاوم النداء الموجع للون الأبيض
واستدراجه إياه للجنون الإبداعي كلما وقف أمام مساحة بيضاء
يابركاناً جرف من حولي كل شيء ..
ألم يكن جنوناً أن أزايد على جنون السواح والعشاق ، وكل من أحبواك قبلي ..
فأنقل بيتي عند سفحك وأضع ذاكرتي عند أقدام براكينك ،
وأجلس بعدها وسط الحرائق . . لآرسمك ..
لم يكن جنوناً .. أن أرفض الاستعانة بنشرات الأرصاد الجوية ،
والكوارث الطبيعية ، وأقنع نفسي أنني أعرف عنك أكثر مما يعرفون
نسيت وقتها أن المنطق ينتهي حيث يبدأ الحب ،
وأن ما أعرفه عنك لا علاقة له بالمنطق و لا بالمعرفة.
يشهد الدمار حولي اليوم ، أنني أحببتك حتى الهلاك ..
واشتهيتك حتى الاحتراق الأخير .وصدقت جاك بريل عندما قال :
" هناك أراضٍ محروقة تمنحك من القمح ما لا يمنحه نيسان في أوج عطائه "
وراهنت على ربيع هذا العمر القاحل ونيسان هذه السنوات العجاف
قبل اليوم ، كنت أعتقد أننا لا يمكن أن نكتب عن حياتنا إلا عندما نشفى منها .
عندما يمكنننا أن نلمس جراحنا القديمة بقلم ، دون أن نتألم مرة أخرى .
عندما نقدر على النظر خلفنا دون حنين ، دون جنون ، ودون حقد أيضاً .
أيمكن هذا حقاً ؟
نحن لا نشفى من ذاكرتنا .
ولهذا نحن نكتب ، ولهذا نحن نرسم ، ولهذا يموت بعضنا أيضاً .
أجمع الأوراق المبعثرة أمامي ، لأترك مكاناً لفنجان القهوة وكأني أفسح مكاناً لك .
بعضها مسودات قديمة ، وأخرى أوراق بيضاء تنتظر منذ أيام بعض الكلمات ..
كي تدب فيها الحياة وتتحول من ورق إلى أيام ..
كلمات فقط أجتاز بها الصمت إلى الكلام ، والذاكرة إلى النسيان . ولكن ..
تركت السكر جانباً وشربت القهوة مرة كما عودني حبك ..
فكرت في غرابة هذا الطعم العذب للقهوة المرة ،
ولحظتها فقط ، شعرت أنني قادر على الكتابة عنك فأشعلت سيجارة عصبية
ورحت أطارد دخان الكلمات التي أحرقتني منذ سنوات ،
دون أن أطفئ حرائقها مرة فوق صفحة .
هل الورق مطفأة للذاكرة ؟
نترك فوقه كل مرة رماد سيجارة الحنين الأخيرة ، وبقايا الخيبة الأخيرة ..
من منا يطفئ أو يشعل الآخر ؟
هاهو ذا القلم إذن . الأكثر بوحاً والأكثر جرحاً .
هاهو ذا الذي لا يتقن المراوغة ولا يعرف كيف توضع الظلال على الأشياء
ولا كيف ترش الألوان على الجرح المعروض للفرجة ..
وها هي الكلمات التي حرمت منها ، عارية كما أردتها ، موجعة كما أردتها ،
فلمرعشة الخوف تشل يدي ، وتمنعني من الكتابة ؟
تراني أعي في هذه اللحظة فقط ، أني استبدلت بفرشاتي سكيناً ,
وأن الكتابة إليك قاتلة .. كحبك .
أكثر من مثل يقول لنا بأكثر من لهجة " يؤخذ الحذر من مأمنه "
ولكن كل تحذيراتها لن تمنعنا من ارتكاب المزيد من الحماقات..
فلا منطق للعشق خارج الحماقات والجنون .. وكلما ازددنا عشقاً كبرت حماقاتنا ..
ألم بقل ( برنارد شو ) ..
" تعرف أنك عاشق عندما تبدأ في التصرف ضد مصلحتك الشخصية "
في حضور الوجدان تتألق معاني أحلام مستغانمي، وفي ذاكرة الجسد تتوج حضورها، حروفاً كلمات عبارات تتقاطر في حفل الغناء الروحي.
موسيقاه الوطن المنبعث برغم الجراحات... مليون شهيد وثورة ومجاهد، وجزائر الثكلى بأبنائها تنبعث زوابع وعواصف الشوق والحنين في قلب خالد الرسام الذي امتشق الريشة بعد أن هوت يده التي حملت السلاح يوماً، والريشة والسلاح سيّان، كلاهما ريشة تعزف على أوتار الوطن. ففي فرنسا وعندما كان يرسم ما تراه عيناه، جسر ميرابو ونهر السين، وجد أن ما يرسمه هو جسراً آخر ووادياً آخر لمدينة أخرى هي قسنطينة، فأدرك لحظتها أنه في كل حال لا يرسم ما نسكنه، وإنما ما يسكننا.
وهل كانت أحلام مستغانمي تكتب ذاكرة الجسد أم أنها تكتب ذاكرة الوطن؟!! الأمر سيّان فما الجسد إلا جزء من الوطن وما الوطن إلا هذا الجسد الساكن فيه إلى الأبد.
تتقاطر الذكرى مفعمة بروح الماضي الذي يأبى إلا الحضور في كل شيء متجسداً السي طاهر التي كما عرفها خالد طفلة رجل قاد خطواته على درب الكفاح؛ عرفها أنثى... كانت من الممكن أن تكون حبيبته، زوجته، ولكنها باتت زوجة في زواج لم يحضره، تلف الذكرى الصفحات، وتتهادى العبارات ممسكة بتلابيب الذكريات دون أن توقظ النفس ملل الحضور. الوطن والحبيبة يجتمعان، والثورة والحب ينصهران في بوتقة واحدة، ومزيجهما عطاء فكري، بعيد عن الخيال، للواقع أقرب، وللإنسان في صدق مشاعره وأحاسيسه أقرب وأقرب.
الدوار هو العشق ، هو الوقوف على حافة السقوط الذي لا يقاوم ، هو التفرج على العالم من نقطة شاهقة للخوف
هو شحنة من الانفعالات والأحاسيس المتناقضة ـ التي تجذبك للأسفل والأعلى في وقت واحد ،لأن السقوط دائماً أسهل من الوقوف على قدمين خائفتين