بـــسم اللـة الــــرحمن الــــرحــيم [b] الخوف من الله عز وجل هو ثمرة العبادة ومقصودها، وما التقوى إلا أن تجعل بينك وبين غضب الله وقاية، فهي في حقيقة الأمر، خوف من الله.
والقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة يمتلئان بالآيات والأحاديث التي تحمل في طياتها التخويف، تارة من يوم القيامة: (لقمان: 33). وتارة من أهوال يوم القيامة: ﴿.... قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنْ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16)﴾ (الزمر)، وتارة يخوفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من سوء الخاتمة: "فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها" (متفق عليه).
وتارة يقول صلى الله عليه وسلم: "والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى" (رواه الترمذي)، وتارة يقول: "شيبتني هود وأخواتها" (رواه الترمذي أيضًا)، وتارة يقول: "ما وجدت منظرًا إلا والقبر أفظع منه"، ويومًا بكى عمر واشتد بكاؤه حتى مرض وعادوه وكان ذلك من سماعه لسورة الطور حتى بلغ القارئ ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7)﴾ (الطور).
1- الخوف من الله هو الفائدة العظمى من العلم ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾ (فاطر: من الآية 28)، وهذه صفة العالم الرباني الذي يعرف قدر ربه بعلمه هذا فيخافه ويتقيه.
2- والخوف من الله ليس صفة للبشر فقط بل حتى الملائكة:﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50)﴾ (النحل).
3- والخوف من الله هو ديدن الدعاة المخلصين: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ)﴾ (الأحزاب: من الآية 39).
4- والخوف من الله هو سمة المؤمنين وعنوان المتقين: ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)﴾ (آل عمران).
5- ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو سيد المتقين أسمع إليه وهو يقول: "أنا أعلمكم بالله وأشدكم له خشية".
ولعلك سائلني: لماذا هذا الموضوع الآن؟ وأجيبك:
أ- لأن بيوتنا متخمة بالمعاصي والعقول ممتلئة بالشبهات.
ب- لتحكم الشهوات في سلوكياتنا وتصرفاتنا.
ج- لعدم إنكار المعاصي جهلاً بخطرها أو خوفًا من الناس.
وقفات مع الخوف من الله:
1- هو الذي منع هابيل أن يقتل أخاه قابيل:﴿لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28)﴾ (المائدة).
2- وما جعل الله آياته إلا وسيلة لتخويف العباد: ﴿وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا﴾ (الإسراء: من الآية 59)، فالتخويف وسيلة استعملها الله عز وجل لرد الضالين إلى صراطه المستقيم.
وما البرق والرعد إلا جند من جنده يخوف الله بهما عباده: ﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12)﴾ (الرعد).
3- قبل أن تتهمني أخي الحبيب بالتشاؤم والتشدد أسبقك إلى القول، إن الإنسان في سيره إلى ربه على مدارج السالكين يسير بجناحي الخوف والرجاء، فإذا كان من المجاهرين بالمعصية الآمنين من مكر الله عز وجل المصرين على المعاصي المتجرئين على حدود الله فإن التخويف من بأس الله وعذابه هو العلاج الناجع بإذن الله، فمثل هذا يحتاج إلى التذكير بيوم القيامة وأهواله، يحتاج إلى الاستماع إلى وصف جهنم وما أعد الله للعصاة فيها، واسمع إلى قوله جل وعلا: ﴿وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37)﴾ (فاطر).
وأما إذا كان من الذين أسرفوا على أنفسهم ويئسوا من روح الله عندما أرادوا التوبة والأوبة إلى ربهم فالرجاء في رحمة الله تعالى والأمل في عفوه هو العلاج الناجع بإذن الله تعالى ﴿قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)﴾ (الزمر)، وكما قال عالم بني إسرائيل للذي قتل تسعة وتسعين نفسًا، "ومن يحول بينك وبين التوبة".
4- التذكرة لا تنفع إلا الخائفين من ربهم: وهذه إجابة لتساؤلكم: "لماذا نذكر الناس فيعرض أكثرهم؟ والإجابة: لأنهم لم يخشوا ربهم، ﴿مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3)﴾ (طه).
وقال تعالى: ﴿فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ﴾ (ق: من الآية 45).
وقال تعالي: ﴿وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51)﴾ (الأنعام).
5- خوف، وخوف: شتان الفارق بين خوفك من الله وخوفك من العباد، وكل من الخوفين وارد عند البشر، فلا تحزن أخي الحبيب إذا وجدت في نفسك خوفًا من إنسان مثلك فهذا أمر جبلي فطري يستشعره كل إنسان إذا واجهه ما يخيف سواء كان ذلك خطرًا محدقًا أو مرضًا مؤلمًا أو عجزًا مقعدًا أو ظلمةً موحشةً أو طاغيةً من البشر أو، أو، فكلنا يستشعر الخوف أحيانًا، وكيف لا والله عز وجل يخبرنا عن نبي الله موسى عليه السلام عندما واجه فرعون: ﴿فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى (68)﴾ (طه)، وفي بداية المهمة خاف موسى وهارون من مواجهة فرعون فطمأنهما الله عز وجل قائلاً لهما: ﴿قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46)﴾ (طه)، ولما علم موسى أن مؤامرة تحاك ضده من فرعون وملأه صور الله عز وجل حالة موسى عليه السلام النفسية أبلغ تصوير فقال جل وعلا:﴿فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21)﴾ (القصص).
فقط أخي الحبيب تذكر أنك كلما زاد خوفك من ربك كلما قل خوفك من المخلوقين، ذلك أن الذي علم قدر ربه فهابه يستصغر ما دونه فلا يخشى سواه ولا يخاف غيره.
واعلم أن المبالغة في الخوف مما سوى الرب جل وعلا هي جبن في حقيقة الأمر، وأن ما ابتلينا به من خلط بين الخوف من الله، والخوف من العباد هو فهم مغلوط لم يفهمه سلف هذه الأمة، والنتيجة تفشي الفساد وتأخر الأمة وتحكم أعدائها فيها.
والنتيجة السكوت عن المنكرات والرضا بالهوان وعدم نصرة المستضعفين من المسلمين في شرق الدنيا وغربها، والنتيجة شيوع السلبية واللا مبالاة بين المسلمين، وما يحدث في أقصانا ما هو إلا نتيجة للجبن، فقد خلط كثير من الملتزمين بل وكثير من الدعاة بين الخوفين.
6- خوف هنا، وأمن هناك: هو اختيار أمامك أخي الحبيب: يخيرك الله جل وعلا بين أن تكون من الآمنين من عذابه الواثقين من نجاتهم فتقل تقواهم وتضعف عزيمتهم وتفتر همتهم لأنهم أمنوا مكر الله بهم، أو أن تخافه هنا فتتقي محارمه وتعمل لنصرة دينه فتأمن هناك، في يوم يجعل الولدان شيبًا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة جل وعلا قال الله تعالي: "وعزتي وجلالي لا أجمع على قلب عبدي خوفين ولا أجمع عليه أمنين، فإن أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة، وإن خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة"، خرجه ابن حبان.
ثمرات الخوف من الله في الآخرة
1- في ظل عرش ربك يوم القيامة: فأحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: "ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله".
2- خشية الله من أسباب المغفرة: ففي حديث البخاري عن الرجل الذي جمع أبناءه عند موته سائلاً إياهم: "أي أب كنت لكم؟ قالوا: كنت خير أب. قال: فإني لم أعمل خيرًا قط فإذا أنا مت فحرقوني ثم اسحقوني فإذا صرت رمادًا فضعوني في قارورة ثم انتظروا فإذا كان يوم عاصف فذروا نصفي في البر ونصفي في اليم فلئن قدر الله علي ليعذبني عذابًا ما عذبه أحدًا من العالمين فلما مات فعلوا به ما أراد فقال الله له: كن، فكان رجلاً قائمًا فقال الله له: عبدي، ما حملك على ما صنعت؟ قال: خشيتك يا رب. قال الله تعالى له: قد غفرت لك".
3- الطريق إلى الجنة: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة" (رواه الترمذي).
4- الفوز بالجنة والنجاة من النار: ﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28)﴾ (الطور).
1- الأمن يوم الفزع الأكبر: فكما بشرنا الله عز وجل لن يجمع على عبد خوفين ولا أمنين، وقد سبق ذكره.
ثمرات الخوف من الله في الدنيا
1- ترويض النفس على الجود: ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10)﴾ (الإنسان).
2- الخوف من الله تعالى يصنع الرجال: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ (37)﴾ (النور).
3- التمكين في الأرض: اعلم أخي الحبيب أن أمة الإسلام لن تكتب لها السيادة ويتحقق لها التمكين في الأرض إلا بخوفها من ربها واتقاء غضبه في كل سكناتها وحركاتها، ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمْ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14)﴾ (إبراهيم).
فكان رجال تربوا على الجود فجادوا بالغالي والرخيص وبذلوا المهج والأرواح وضحوا بالأموال والأوقات في سبيل الله، وتربوا في بيوت الله، وخافوا مقام الله وخافوا أهوال يوم الوعيد، هؤلاء الرجال هم عدة النصر والتمكين لأمة الإسلام وديدن هؤلاء في كل أحوالهم كما ترى، الخوف من الجليل.
البكاء.. البكاء
الخائفون هم أهل البكاء: فقد سأل عقبة بن عامر يومًا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما النجاة يا رسول الله؟ "قال: أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك وابك على خطيئتك".
وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع".
وقال صلى الله عليه وسلم: "حرمت النار على عين دمعت أو بكت من خشية الله".
أسئلة
وختامًا فإني سائلك أسئلة تحتاج إلى مكاشفة مع النفس للإجابة عليها بصراحة لتعلم إن كنت من الخائفين حقًّا من ربهم أم أنك من المغرورين به:
س1: هل تشعر بالخوف عندما تفكر بصفات الله؟
س2: هل تكثر من دعاء "اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"؟
س3: هل منعك خوفك من الله من أكل الحرام مع احتياجك؟
س4: هل تشعر بالخوف من تذكر الذنوب الماضية والحاضرة؟
س5: هل كففت نفسك عن معصية يومًا خوفًا من عقاب الله عز وجل عليها؟
س6: هل تطيعه وتخاف ألا يتقبل منك؟
س7: هل تخاف من الموت على غير الإسلام؟
س8: هل تخاف من الموت وما وراءه من عذاب القبر وعذاب يوم القيامة؟
لو كانت الإجابات، نعم فهذه بشرى لك وهنيئًا لك دخولك في عداد المشفقين الخائفين من ربهم.. لماذا؟؟: 1- لأن الله عز وجل يقول: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)﴾ (الرحمن).
2- لأن الله لن يجمع عليك خوفين أبدًا، وقد سبق بيان الحديث.
دلائل ضعف الخوف من الله عز وجل
إجابتك على الأسئلة التالية بنعم هو دليل على ضعف الخوف من الله فراجع نفسك.
1- هل تعتقد أن الله عز وجل سيدخل كل الناس الجنة لأنه غفور رحيم؟
2- هل تشعر بأنك ستدخل الجنة مع علمك بالتقصير في العبادات؟
3- هل تعتقد أنك تؤدي ما عليك على أكمل وجه؟
4- هل تشعر أنك لم تذنب بما يستوجب العقوبة؟
5- هل تخاف من الناس أكثر من خوفك من الله؟
6- هل تشعر أن للجن والأنس قدرة على جلب نفع أو منع ضر؟
7- هل تخاف من الجوع والفقر والمرض؟
8- هل تأمن على نفسك سوء الخاتمة وعذاب القبر؟
أختي الحبيبة، الآن يمكنك أن تعلم اين أنت من الخوف من الله، ذلك الخوف الذي يدفعك إلى العمل الدءوب في طاعة الله حتى تلقاه وهو راضٍ عنك، ذلك الخوف الذي لا يقعدك يأسًا وقنوطًا، أقصد في نهاية الأمر، الخوف البناء.
أسأل الله الذي تقدست أسماؤه وجلت صفاته أن يرزقنا خوفًا منه يجعلنا من المتقين، الراجين عفوه، الطامعين في ثوابه، الآملين في رحمته إنه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
والقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة يمتلئان بالآيات والأحاديث التي تحمل في طياتها التخويف، تارة من يوم القيامة: (لقمان: 33). وتارة من أهوال يوم القيامة: ﴿.... قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنْ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16)﴾ (الزمر)، وتارة يخوفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من سوء الخاتمة: "فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها" (متفق عليه).
وتارة يقول صلى الله عليه وسلم: "والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى" (رواه الترمذي)، وتارة يقول: "شيبتني هود وأخواتها" (رواه الترمذي أيضًا)، وتارة يقول: "ما وجدت منظرًا إلا والقبر أفظع منه"، ويومًا بكى عمر واشتد بكاؤه حتى مرض وعادوه وكان ذلك من سماعه لسورة الطور حتى بلغ القارئ ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7)﴾ (الطور).
1- الخوف من الله هو الفائدة العظمى من العلم ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾ (فاطر: من الآية 28)، وهذه صفة العالم الرباني الذي يعرف قدر ربه بعلمه هذا فيخافه ويتقيه.
2- والخوف من الله ليس صفة للبشر فقط بل حتى الملائكة:﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50)﴾ (النحل).
3- والخوف من الله هو ديدن الدعاة المخلصين: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ)﴾ (الأحزاب: من الآية 39).
4- والخوف من الله هو سمة المؤمنين وعنوان المتقين: ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)﴾ (آل عمران).
5- ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو سيد المتقين أسمع إليه وهو يقول: "أنا أعلمكم بالله وأشدكم له خشية".
ولعلك سائلني: لماذا هذا الموضوع الآن؟ وأجيبك:
أ- لأن بيوتنا متخمة بالمعاصي والعقول ممتلئة بالشبهات.
ب- لتحكم الشهوات في سلوكياتنا وتصرفاتنا.
ج- لعدم إنكار المعاصي جهلاً بخطرها أو خوفًا من الناس.
وقفات مع الخوف من الله:
1- هو الذي منع هابيل أن يقتل أخاه قابيل:﴿لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28)﴾ (المائدة).
2- وما جعل الله آياته إلا وسيلة لتخويف العباد: ﴿وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا﴾ (الإسراء: من الآية 59)، فالتخويف وسيلة استعملها الله عز وجل لرد الضالين إلى صراطه المستقيم.
وما البرق والرعد إلا جند من جنده يخوف الله بهما عباده: ﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12)﴾ (الرعد).
3- قبل أن تتهمني أخي الحبيب بالتشاؤم والتشدد أسبقك إلى القول، إن الإنسان في سيره إلى ربه على مدارج السالكين يسير بجناحي الخوف والرجاء، فإذا كان من المجاهرين بالمعصية الآمنين من مكر الله عز وجل المصرين على المعاصي المتجرئين على حدود الله فإن التخويف من بأس الله وعذابه هو العلاج الناجع بإذن الله، فمثل هذا يحتاج إلى التذكير بيوم القيامة وأهواله، يحتاج إلى الاستماع إلى وصف جهنم وما أعد الله للعصاة فيها، واسمع إلى قوله جل وعلا: ﴿وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37)﴾ (فاطر).
وأما إذا كان من الذين أسرفوا على أنفسهم ويئسوا من روح الله عندما أرادوا التوبة والأوبة إلى ربهم فالرجاء في رحمة الله تعالى والأمل في عفوه هو العلاج الناجع بإذن الله تعالى ﴿قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)﴾ (الزمر)، وكما قال عالم بني إسرائيل للذي قتل تسعة وتسعين نفسًا، "ومن يحول بينك وبين التوبة".
4- التذكرة لا تنفع إلا الخائفين من ربهم: وهذه إجابة لتساؤلكم: "لماذا نذكر الناس فيعرض أكثرهم؟ والإجابة: لأنهم لم يخشوا ربهم، ﴿مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3)﴾ (طه).
وقال تعالى: ﴿فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ﴾ (ق: من الآية 45).
وقال تعالي: ﴿وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51)﴾ (الأنعام).
5- خوف، وخوف: شتان الفارق بين خوفك من الله وخوفك من العباد، وكل من الخوفين وارد عند البشر، فلا تحزن أخي الحبيب إذا وجدت في نفسك خوفًا من إنسان مثلك فهذا أمر جبلي فطري يستشعره كل إنسان إذا واجهه ما يخيف سواء كان ذلك خطرًا محدقًا أو مرضًا مؤلمًا أو عجزًا مقعدًا أو ظلمةً موحشةً أو طاغيةً من البشر أو، أو، فكلنا يستشعر الخوف أحيانًا، وكيف لا والله عز وجل يخبرنا عن نبي الله موسى عليه السلام عندما واجه فرعون: ﴿فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى (68)﴾ (طه)، وفي بداية المهمة خاف موسى وهارون من مواجهة فرعون فطمأنهما الله عز وجل قائلاً لهما: ﴿قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46)﴾ (طه)، ولما علم موسى أن مؤامرة تحاك ضده من فرعون وملأه صور الله عز وجل حالة موسى عليه السلام النفسية أبلغ تصوير فقال جل وعلا:﴿فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21)﴾ (القصص).
فقط أخي الحبيب تذكر أنك كلما زاد خوفك من ربك كلما قل خوفك من المخلوقين، ذلك أن الذي علم قدر ربه فهابه يستصغر ما دونه فلا يخشى سواه ولا يخاف غيره.
واعلم أن المبالغة في الخوف مما سوى الرب جل وعلا هي جبن في حقيقة الأمر، وأن ما ابتلينا به من خلط بين الخوف من الله، والخوف من العباد هو فهم مغلوط لم يفهمه سلف هذه الأمة، والنتيجة تفشي الفساد وتأخر الأمة وتحكم أعدائها فيها.
والنتيجة السكوت عن المنكرات والرضا بالهوان وعدم نصرة المستضعفين من المسلمين في شرق الدنيا وغربها، والنتيجة شيوع السلبية واللا مبالاة بين المسلمين، وما يحدث في أقصانا ما هو إلا نتيجة للجبن، فقد خلط كثير من الملتزمين بل وكثير من الدعاة بين الخوفين.
6- خوف هنا، وأمن هناك: هو اختيار أمامك أخي الحبيب: يخيرك الله جل وعلا بين أن تكون من الآمنين من عذابه الواثقين من نجاتهم فتقل تقواهم وتضعف عزيمتهم وتفتر همتهم لأنهم أمنوا مكر الله بهم، أو أن تخافه هنا فتتقي محارمه وتعمل لنصرة دينه فتأمن هناك، في يوم يجعل الولدان شيبًا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة جل وعلا قال الله تعالي: "وعزتي وجلالي لا أجمع على قلب عبدي خوفين ولا أجمع عليه أمنين، فإن أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة، وإن خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة"، خرجه ابن حبان.
ثمرات الخوف من الله في الآخرة
1- في ظل عرش ربك يوم القيامة: فأحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: "ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله".
2- خشية الله من أسباب المغفرة: ففي حديث البخاري عن الرجل الذي جمع أبناءه عند موته سائلاً إياهم: "أي أب كنت لكم؟ قالوا: كنت خير أب. قال: فإني لم أعمل خيرًا قط فإذا أنا مت فحرقوني ثم اسحقوني فإذا صرت رمادًا فضعوني في قارورة ثم انتظروا فإذا كان يوم عاصف فذروا نصفي في البر ونصفي في اليم فلئن قدر الله علي ليعذبني عذابًا ما عذبه أحدًا من العالمين فلما مات فعلوا به ما أراد فقال الله له: كن، فكان رجلاً قائمًا فقال الله له: عبدي، ما حملك على ما صنعت؟ قال: خشيتك يا رب. قال الله تعالى له: قد غفرت لك".
3- الطريق إلى الجنة: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة" (رواه الترمذي).
4- الفوز بالجنة والنجاة من النار: ﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28)﴾ (الطور).
1- الأمن يوم الفزع الأكبر: فكما بشرنا الله عز وجل لن يجمع على عبد خوفين ولا أمنين، وقد سبق ذكره.
ثمرات الخوف من الله في الدنيا
1- ترويض النفس على الجود: ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10)﴾ (الإنسان).
2- الخوف من الله تعالى يصنع الرجال: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ (37)﴾ (النور).
3- التمكين في الأرض: اعلم أخي الحبيب أن أمة الإسلام لن تكتب لها السيادة ويتحقق لها التمكين في الأرض إلا بخوفها من ربها واتقاء غضبه في كل سكناتها وحركاتها، ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمْ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14)﴾ (إبراهيم).
فكان رجال تربوا على الجود فجادوا بالغالي والرخيص وبذلوا المهج والأرواح وضحوا بالأموال والأوقات في سبيل الله، وتربوا في بيوت الله، وخافوا مقام الله وخافوا أهوال يوم الوعيد، هؤلاء الرجال هم عدة النصر والتمكين لأمة الإسلام وديدن هؤلاء في كل أحوالهم كما ترى، الخوف من الجليل.
البكاء.. البكاء
الخائفون هم أهل البكاء: فقد سأل عقبة بن عامر يومًا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما النجاة يا رسول الله؟ "قال: أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك وابك على خطيئتك".
وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع".
وقال صلى الله عليه وسلم: "حرمت النار على عين دمعت أو بكت من خشية الله".
أسئلة
وختامًا فإني سائلك أسئلة تحتاج إلى مكاشفة مع النفس للإجابة عليها بصراحة لتعلم إن كنت من الخائفين حقًّا من ربهم أم أنك من المغرورين به:
س1: هل تشعر بالخوف عندما تفكر بصفات الله؟
س2: هل تكثر من دعاء "اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"؟
س3: هل منعك خوفك من الله من أكل الحرام مع احتياجك؟
س4: هل تشعر بالخوف من تذكر الذنوب الماضية والحاضرة؟
س5: هل كففت نفسك عن معصية يومًا خوفًا من عقاب الله عز وجل عليها؟
س6: هل تطيعه وتخاف ألا يتقبل منك؟
س7: هل تخاف من الموت على غير الإسلام؟
س8: هل تخاف من الموت وما وراءه من عذاب القبر وعذاب يوم القيامة؟
لو كانت الإجابات، نعم فهذه بشرى لك وهنيئًا لك دخولك في عداد المشفقين الخائفين من ربهم.. لماذا؟؟: 1- لأن الله عز وجل يقول: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)﴾ (الرحمن).
2- لأن الله لن يجمع عليك خوفين أبدًا، وقد سبق بيان الحديث.
دلائل ضعف الخوف من الله عز وجل
إجابتك على الأسئلة التالية بنعم هو دليل على ضعف الخوف من الله فراجع نفسك.
1- هل تعتقد أن الله عز وجل سيدخل كل الناس الجنة لأنه غفور رحيم؟
2- هل تشعر بأنك ستدخل الجنة مع علمك بالتقصير في العبادات؟
3- هل تعتقد أنك تؤدي ما عليك على أكمل وجه؟
4- هل تشعر أنك لم تذنب بما يستوجب العقوبة؟
5- هل تخاف من الناس أكثر من خوفك من الله؟
6- هل تشعر أن للجن والأنس قدرة على جلب نفع أو منع ضر؟
7- هل تخاف من الجوع والفقر والمرض؟
8- هل تأمن على نفسك سوء الخاتمة وعذاب القبر؟
أختي الحبيبة، الآن يمكنك أن تعلم اين أنت من الخوف من الله، ذلك الخوف الذي يدفعك إلى العمل الدءوب في طاعة الله حتى تلقاه وهو راضٍ عنك، ذلك الخوف الذي لا يقعدك يأسًا وقنوطًا، أقصد في نهاية الأمر، الخوف البناء.
أسأل الله الذي تقدست أسماؤه وجلت صفاته أن يرزقنا خوفًا منه يجعلنا من المتقين، الراجين عفوه، الطامعين في ثوابه، الآملين في رحمته إنه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.